بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على نبيه الكريم
السيد وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان.
أصحاب المعالي السادة الوزراء
أيها الحضور الكريم..
ها نحن بحمد الله تعالى وحسن توفيقه، نضع القدم على السكة في رحلة تشييد السلطة الوطنية لتنظيم الإشهار بتدشين مقرها وانطلاق أعمالها في بداية نرجو أن تؤسس لمسيرة حافلة بالإنجاز.
أيها الحضور الكريم
يأتي إنشاء سلطة تنظيم الإشهار تطبيقا لمقتضيات القانون رقم 017/ 2018 الصادر بتاريخ 13 مارس 2018 المتعلق بالإشهار والنصوص المطبقة له كما يأتي استجابة للمصلحة العامة وسدا لفراغ تشريعي لطالما عانى منه هذا المجال مما فوت موارد هامة على ميزانية الدولة وأعاق تطور القطاع السمعي البصري إضافة لكونه يأتي استجابة لمطلب قديم لدى مختلف الفاعلين في مجال الإعلام .
وقد عمل المشرع الوطني من خلال وضع هذه المنظومة القانونية والمؤسسية إلى تحديد الضوابط الأساسية الرامية إلى هيكلة وتقنين قطاع الإشهار بغية مواكبة التطورات السريعة التي يعرفها حقل الاتصال مسندا إلى السلطة مهمة تنظيم وضبط قطاع الإشهار وموكلا إليها في نفس الوقت مهمة المساهمة في ترقية قطاع الإعلام والاتصال .
السادة الحضور ….
لقد تميز الإطار القانوني المنظم للإشهار في بلادنا بوضع منظومة متكاملة تحدد مفهوم الإشهار وأشكاله وتبين الأطراف المتداخلة فيه وتوضح آليات ضبطه وتنظيمه بطريقة تحترم المعايير العالمية في مجال ضبط الإشهار من جهة وتتمسك بالثوابت الوطنية من جهة أخرى.
السادة الحضور
لقد أديت وأعضاء السلطة اليمين القانونية قبل أشهر من الآن لتنخرط بعد ذلك جهات عدة في التحضير لهذا الانطلاق الميمون، وسهرت قطاعات حكومية مختلفة على وضع النصوص المنظمة لعمل السلطة موضع التنفيذ، وتهيئة الظروف لانطلاقها على أرض الواقع.
وهي مناسبة لتقديم الشكر لكل الذين ساهموا في هذه المرحلة من عمل المؤسسة، كل باسمه وصفته، ومناسبة لدعوتهم لمواصلة جهودهم التي لن نستغني عنها توجيها ونصحا وتقويما..
إن انطلاقتنا اليوم تعتبر في حد ذاتها إنجازا ينسجم مع الإرادة السياسية القوية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،الهادفة إلى ترسيخ دولة القانون والمؤسسات كما يترجمها برنامج حكومة معالي الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد الشيخ سيديا، وينفذها في مجال قطاع الثقافة معالي وزير الثقافة والعلاقات مع البرلمان الدكتور سيدي امحمد ولد الغابر وقد منحوا كامل الدعم المعنوي والمادي لهذه السلطة، وحرصوا على الإسراع بانطلاقتها.
السادة الحضور
لقد عرفت بلادنا تقدما كبيرا في حرية الصحافة، وفي دعم المقاولة الصحفية، وأسست لذلك بترسانة قانونية شاملة، وببنية مؤسسية متكاملة، ستكون سلطة تنظيم الإشهار لبنة محورية فيها..
إن الإشهار اليوم ليس مجرد مقاولة تجارية بين معلن ووسيلة دعاية، إعلامية أو غيرها.. بل هو عمل ثقافي وتنموي بالدرجة الأولى.
إن الفلسفة التي ننطلق منها في هذه السلطة هي تطوير الإشهار ليصبح رافدا ثقافيا جماليا يزين مدننا، ويساهم في إبراز محاسنها.. ويسهم في تنمية الذوق الحضاري للإنسان الموريتاني وصولا إلى ترسيخ ثقافة تنظر إلى الأبعاد الجمالية في التعبير والتصوير والتنسيق كمقومات أساسية لكل منتج ناجح..
وتنظر هذه الفلسفة من جهة إلى الإشهار باعتباره مساهما جديا في الاقتصاد الوطني، خاصة بالنسبة للمجموعات المحلية، بلديات ومجالس جهوية، وفي هذا الإطار تعتمد الاستراتيجية الخمسية التي ستوجه عمل السلطة على التعاون مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين.
إن عملية الإشهار لا يتم تمامها إلا إذا نبعت من قلب الجسم الصحفي الوطني، ولبت تطلعاته، و”إن كنت قد أخرتها ذكرا فكم من آخر في رتبة التقديم”..
زملائي الصحفيين زميلاتي الصحفيات، الإخوة مديري مؤسسات الإعلام العمومي، الإخوة والأخوات أعضاء النقابات والروابط الصحفية، الإخوة مديري مؤسسات الإعلام الخصوصي..
إن سلطة تنظيم الإشهار هي سلطتكم أولا وقبل كل الناس، فهي إحدى مؤسساتكم التي ستكون مواردها مسخرة لخدمة مهنتكم، وستكون أبوابها مفتوحة لكم في كل وقت..
إننا نعتمد على الله تعالى، ومن ثم على جهودكم في حمل رسالة الإشهار التي نؤمن بها جميعا، وبعد ذلك في رسم وتوجيه سياسات التعاون التي ستربط بين السلطة وبينكم من جهة، وبين المعلنين من جهة أخرى..
وإننا ندعوكم من الآن إلى حمل هم إنجاح هذا المشروع، وتقاسم أعبائه خدمة للوطن وقياما بالواجب الأخلاقي والمهني والقانوني الذي وضعه المشرع أمانة في أعناقنا جميعا.. وصونا لمكتسباتنا الوطنية.
إن الأهداف الكبرى التي رسمتها الاستراتيجية الخمسية والخطة السنوية الحالية لا يمكن أن تتحقق دون تشاور معكم، ودون تبنيكم لأهدافها، وانخراطكم في تنفيذها، وسيكون ذلك بشكل دائم، وعلى مدى سنوات العمل، تقويما وتطويرا، وتصحيحا… ولكننا سنكون على موعد قريب بحول الله في أيام تشاورية وطنية، نريد من خلالها أن تتوحد رؤانا، ومساعينا لتحقيق الأهداف، وقهر التحديات..
أيها الحضور الكريم..
إن هذا اليوم يوم فرح وابتهاج بهذا الانطلاق، وبهذا الإنجاز، ولكنه في نفس الوقت عبور نحو مجموعة من التحديات الكبرى التي تواجه هذا القطاع عامة وتواجه السلطة خاصة، فنحن نشق طريقا جديدا لا عهد لنا به، ونجرب أدوات جديدة لم نستخدمها من قبل..
ولكننا متسلحون بإرادتكم جميعا، وباتحادكم في هذا المشروع الوطني الواعد، وبدعم كبير من قيادة بلدنا التي آمنت بقدرات أبنائه، وقبلت مواجهة التحديات..
متسلحون بصبر وعزيمة وإيمان بقدرتنا على تحمل المسؤولية، وتحقيق الحلم، وأن الله لن يخذل جهودنا ودعواتنا، عليه نتوكل وبه نستعين..
أجدد شكري وامتناني لكم جميعا.
وأدعو الآن صاحب المعالي الدكتور سيدي محمد ولد الغابر لقص الشريط الرمزي إيذانا بالانطلاق الرسمي لعمل سلطة تنظيم الإشهار.
والسلام عليكم ورحمة الله..
لا تعليق